بسم الله الرحمن الرحيم :
لماذا يفكر المسحور في الانتحار ؟؟!!
لعل هذا السؤال تبادر إلى ذهن أحد الباحثين ، ولم يجد تفسيرا مقنعا لذلك
فنقول وبالله التوفيق :
من خلال بحث وتقصي توصلنا إلى شيئين اثنين قد يكونا الداعي الوحيد لهذا التفكير السيئ،، نلخص ذلك في الآتي :
السبب الأول : يعلم الجميع أن المسحور يعاني من أعراض تجعل الحياة أمام عينيه عبارة عن كومة من الظلام، فلا يحس بالراحة، ويومه وليله ضيق في ضيق . فلا يتذوق طعم ولذة الفرح والسرور بسبب هذا السحر ،، وإذا ما ضحك ففي داخله حزن وأسى لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى . فهو يضحك فقط ليحسس الآخرين أنه مستمتع معهم ، لكن سرعان ما يعود إلى سابق عهده وينطوي بنفسه ويسرح تفكيره ويغيب وعيه وهذا السبب يكون من الدواعي التي تجعل من المسحور التفكير في التخلص من هذه الحياة الدنيا، والتجرد منها ليطعم لذة الراحة والسرور ، لكن تفكيره هذا لا يعلم أن بعد الموت يوجد قبر ويوجد حساب، وعاقبة المنتحر نار جهنم والعياذ بالله
أما السبب الثاني وهذا هو الغالب على من يتابع العلاج بالرقية الشرعية ويتابع الوصفات العلاجية ، وقد يكون حتى من غير الناس الذين يتابعون العلاج ، وسنفصل في كليهما إن شاء الله تعالى [size=16]فالأول الذي يتابع العلاج بالرقية يضيق على هذا الجني المتلبس به ، وتضيق بهذا الجني الأرض بما رحبت ، ويرى أنه لا مفر ، إذا هو خرج من الجسد انتقم منه الساحر – وهذا يكون بتسليط من هو أقوى منه ليقتله – وإذا بقي في الجسد فالمصيبة أعظم ، وهنا وفي هذا الموقف يفكر مليا ، إذا قتل هو المسحور فإنه ملوم على ذلك من قبل الساحر ، وذلك أنه مسلط لتعذيبه وليس لقتله ، أما إذا انتحر هذا المسحور فالأمر سهل بالنسبة إليه ، وعندها لن يجد الساحر أي سلطان عليه ليقتله
عندها تبدأ عنده عملية الوسوسة وتكون له اليد مع السحر في التنكيس والتنغيص على المسحور حياته ليبدأ في التفكير في هذا الأمر البشع ، حينها يبقى الأمر للمسحور ، إن كان ذا عزيمة قوية ، وذا إرادة صارمة تغلب عليه ، أما إن كان غير ذلك وتغلب على تفكيره هذا الأمر خسر الدنيا والآخرة
والثاني : أن يكون هذا الجني المسلط عليه مكرها على ذلك من قبل الساحر - أي أنه جاء يخدم السحر غصبا عليه - ، و لابد من تنفيد أوامره وإلا سلط عليه من هو أقوى منه ليقتله ، فيعمل هو الاخر مثل ما حدث في الحالة السابقة ، بحيث يبدأ في الوسوسة لهذا المسحور ليقنعه بعملية الانتحار
هذا ما وفقني الله تعالى لكتابته فما كان من توفيق فمن الله ، وما كان من خطأ أو سهو فمني ومن الشيطان ونسأل الله الصفح والغفران
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
شفاكم الله العلي القدير ... وحفظكم من شياطين الانس والجن ... ورزقكم الصحة والعافية
منقول